قصبة تاوريرت.. حين يتجسد الحلم في ذاكرة الطين.

     في حضن الطين، حيث يتقاطع الحلم مع الذاكرة، تنهض قصبة تاوريرت لا كأثر باهت من الماضي، انما ككائن حي ينبض بتاريخ لا يشيخ، تعيد تشكيل تفاصيل الزمان وتمنح للحجارة نفسا من حياة لا تنطفئ. هنا، بين الممرات الضيقة وأبراج الصمت، تتحدث الجدران بلسان الأجداد، وترتل القصص التي كتبتها الشمس على وجوه الطين لكل الاحفاد، كأنها تقول إن التراث ليس ما نحتفظ به بل ما يعيد خلقنا كل يوم من جديد..

    في هذه الفضاءات التي تختزل روح ورزازات، يتجدد اللقاء بين الماضي والحاضر في مهرجان يحتفي بالفن الشعبي الأصيل، وتتجاور فيه أهازيج أحواش مع أنفاس القصبة، ليولد من هذا التمازج نفس جديد يروي سيرة الزمان والمكان مع قيم ومبادئ الإنسان. وحين يتعانق الإيقاع والرقص والنور، تتحول الساحة إلى مسرح مفتوح للفرح والذاكرة، وتغدو قصبة تاوريرت مرآة تجسد حضورا لا يمحى، حضورا يثبت أن الهوية ليست جدارا من طين، بل نبضا من انتماء وحلم يعبر السنين...

#قصبة_تاوريرت #ورزازات #أحواش #تراث_أمازيغي #المغرب_العميق #ثقافة #مهرجان_أحواش #AhouachFestival #فن_أمازيغي #التراث_اللامادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى