الطب الإقليمي يبرهن على احترافيته: إنجاز جراحي بمستشفى سيدي حساين يعيد الأمل

في إنجاز طبي وإنساني متميز، نجح فريق طبي وتمريضي متعدد التخصصات بالمركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حساين بناصر بورزازات، التابع للمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، في إجراء ثلاث عمليات دقيقة لمعالجة حالات خلع الورك الولادي المعقد “Luxation Congénitale de la Hanche”، لفائدة ثلاث طفلات تتراوح أعمارهن بين ثلاث وسبع سنوات، وذلك على مدى يومين متتاليين، الأربعاء 28 والخميس 29 ماي 2025، بالمركب الجراحي للمستشفى.

و تأتي هذه العمليات استكمالا لخطة علاجية دقيقة ومرحلية، حيث سبق أن خضعت الطفلات الثلاث في فبراير الماضي لعمليات مماثلة على مستوى الجهة اليمنى. أما هذه المرة، فقد استهدف التدخل الجراحي الجهة اليسرى، في إطار تصحيح الخلع الثنائي وتمكينهن من استعادة حركتهن الطبيعية، والحيلولة دون تطور الحالة إلى إعاقات دائمة.  قاد الفريق الجراحي كل من الدكتور “رشيد اخلق” والدكتورة “منار قريشي”، بمساندة طبيبين اختصاصيين في التخدير والإنعاش، الدكتورة “سارة معتز” والدكتور “أمين عباد”، وبتعاون مع طاقم تمريضي مؤهل يضم أكثر من 12 مهنيا صحيا، من ممرضي التخدير والإنعاش، وممرضي الجراحة، ووحدة التعقيم، إلى جانب مساعدين في العلاج وطلبة المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة.

وقد جرت العمليات تحت إشراف مباشر للبروفيسور “عبد المنعم الشرقاوي”، اختصاصي جراحة عظام الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، مما أتاح نقل الخبرة الجامعية إلى المستشفى الإقليمي، في خطوة تعكس مستوى التطور الذي باتت تعرفه الكفاءات والبنية الجراحية بالمنطقة. تم تنفيذ العمليات وفق أحدث التقنيات الجراحية، وفي احترام تام لمعايير السلامة الطبية العالمية، ما أسفر عن نجاح تام للتدخلات الجراحية، واستقرار الحالة الصحية للطفلات اللواتي دخلن الآن في مرحلة التأهيل والمتابعة ما بعد العملية.

تُعد هذه الجراحات من التدخلات المعقدة التي نادرًا ما تُجرى خارج المستشفيات الجامعية، لما تتطلبه من دقة بالغة وتخصص عال في جراحة العظام لدى الأطفال. لكن مستشفى سيدي حساين بناصر استطاع، بفضل كفاءة أطره الصحية وتنسيقه مع الخبرات الوطنية، تحويل هذا التحدي إلى نجاح ملموس، مؤكدًا أن توفير الرعاية الصحية المتخصصة أصبح ممكنًا حتى في المراكز الإقليمية، ما يرسخ مبدأ العدالة الصحية وتقريب الخدمات من المواطنين.

وبهذه المناسبة، عبر الدكتور “عبد اللطيف المتوكل”، مدير المركز الاستشفائي الإقليمي، عن فخره الكبير بهذا الإنجاز، موجها شكره وامتنانه العميق لكل أفراد الطاقم الطبي والتمريضي والإداري الذين ساهموا في إنجاح هذه العمليات الدقيقة، ومتمنيا الشفاء العاجل للطفلات.

تجدر الإشارة الى ان هذا التدخل الجراحي النوعي، ما هو الا خطوة كبيرة نحو ضمان حياة طبيعية وكريمة للأطفال المصابين بهذا التشوه الخلقي، وتجسيد حي لثقافة العطاء الطبي والحق في العلاج المتخصص، داخل منظومة صحية عمومية تراهن على التأهيل المستمر وتطوير الكفاءات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى