“الثابت والمتحول في ‘ATERS’: صراع المرأة بين التقاليد والتحولات الاجتماعية”

 

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف 27 مارس 2025، احتضن مسرح المركب الثقافي محمد السادس بورزازات عرضا مسرحيا متميزا بعنوان “ATERS”، وتعني ” الندبة”  قدمته فرقة فضاء أثينا، وهو عمل درامي عميق يسلط الضوء على معاناة المرأة في الجنوب الشرقي ، وفي المغرب العميق عمومًا.

تناولت المسرحية بأسلوب فني راقٍ الصراع بين الواقع والحلم، حيث جسدت بطلتها زينبة، التي أبدعت في دورها الممثلة الامازيغية المقتدرة “سكينة جعطيط” من الخميسات، حلم المرأة في التحرر من قيود الجهل والتقوقع، وسط مجتمع ذكوري لا يرى فيها سوى أداة للإنجاب، والتنظيف، ورعاية الماشية، والعمل في الحقل. في المقابل، لعب سيفاو الفنان الامازيغي المتميز “أيت الطالب يوسف” ابن ورزازات البار، دور عدي ببراعة، مجسدا مواقف الرجل بين الهيمنة والتسلط، وبين الحيرة أمام التحولات الاجتماعية المتنوعة.

اعتمد العرض على حبكة درامية قوية، مدعومة بأداء تمثيلي متقن من طاقم العمل، حيث عكست تعبيرات الممثلين وحركاتهم الجسدية عمق المشاعر والصراعات الداخلية التي تعيشها الشخصيات. الا ان سوء التوزيع الموسيقي ورداءة المؤثرات الصوتية والبصرية بالمركب أضف الى ذلك خشبة الركح قد اثرت بشكل عام على فضاء العرض، مما جعل التجربة المسرحية أقل تأثيرا وحيوية.

ومع ذلك يمكن القول اجمالا ان العرض قد لاقى إعجابا واسعا وتفاعلا إيجابيا من الجمهور الحاضر، الذي وجد نفسه في قلب الأحداث، متعاطفا مع معاناة المرأة، ومتفكرا في القضايا المطروحة. وقد أكد العديد من الحاضرين أن المسرحية لم تكن مجرد عمل ترفيهي، بل رسالة اجتماعية قوية تطرح أسئلة جوهرية حول وضع المرأة وحقها في الحرية والتعليم والاستقلالية.

اختتم المسرحي بتصفيق حار، تعبيرا عن النجاح الكبير الذي حققه العرض، وتم توجيه الشكر للفرقة وللجهات الداعمة لهذا العمل الفني، عامل إقليم ورزازات ، المجلس الجماعي لورزازات، المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة ، وسائل الاعلام الحاضرة لتغطية الحدث والحضور النوعي ،مع تقديم شهادة شكر وعرفان من المدير الإقليمي لوزارة الثقافة  السيد “عزيز جيلالو” للفرقة المسرحية على ما قدمته من عمل مع التأكيد على ضرورة الاستمرار في تقديم أعمال مسرحية هادفة تناقش قضايا المجتمع بعمق ووعي.

يبقى “ATERS” عرضا مسرحيا يجمع بين الإبداع الفني والرسالة الإنسانية، ويؤكد دور المسرح كمنبر للنقاش والتغيير الاجتماعي.