عامل إقليم ورزازات يترأس حفل افتتاح مهرجان أمناي للمسرح في دورته الـ 14
ترأس السيد عبد الله جاحظ عامل إقليم ورزازات، حفل افتتاح الدورة الرابعة عشرة لمهرجان أمناي للمسرح، الذي تنظمه جمعية فوانيس ورزازات، في حدث ثقافي وفني كبير يعكس التزام الجمعية بالفن المسرحي وتطويره. المهرجان هذا العام يحمل طابعًا مميزًا، حيث يبرز التفوق العربي للجمعية المنظمة، التي حققت إنجازًا مشرفًا بفوزها بالجائزة الأولى على المستوى العربي عن مسرحية “تكنزا قصة تودة” في العراق.
افتتح المهرجان بحضور مجموعة من الشخصيات الرسمية والثقافية والفنية من داخل المغرب وخارجه، وسط حفاوة كبيرة من الحضور الذين غصت بهم قاعة قصر المؤتمرات. وقد ألقى السيد إسماعيل الوعرابي كلمة في بداية الحفل أكد فيها على أهمية المهرجان كمناسبة للتأكيد على مكانة ورزازات كمركز فني وثقافي رائد. كما عبر عن فخره بإنجازات جمعية فوانيس ورزازات التي استطاعت أن تحقق هذا النجاح الكبير على المستوى العربي.مشيدا بالمستوى المتميز للمسرحية الفائزة “تكنزا قصة تودة”، التي تم عرضها في العراق وحققت نجاحا لافتا في المحافل المسرحية العربية. مؤكدا في الوقت نفسه على أن هذا التميز يعكس الجهود المستمرة للجمعية في تطوير العمل المسرحي المحلي والمساهمة في إثراء المشهد الثقافي العربي.
من أبرز لحظات حفل الافتتاح أيضا كانت لحظة تكريم الفنان والمسرحي الكبير “عبد الحق الزروالي”، الذي يُعتبر من الأسماء اللامعة في مجال المسرح المغربي. وقد تم تكريمه على خشبة المسرح تقديرا لمسيرته الفنية الحافلة بالعطاء والإبداع. الزروالي، الذي ساهم في تطوير فنون المسرح كما عمل على إثراء الثقافة المسرحية في المغرب، نال تكريمه من قبل المهرجان وجمعية فوانيس ورزازات لما قدمه من أعمال مسرحية مميزة، إلى جانب تأثيره الكبير في تكوين أجيال عديدة من المسرحيين.
وقد عبر الزروالي في كلمة مؤثرة عن امتنانه لهذا التكريم، مشيرا إلى أهمية المهرجان في دعم الحركة المسرحية الوطنية وإبراز الأسماء المبدعة في هذا المجال. كما أعرب عن سعادته بتواجده في ورزازات، التي تعتبر إحدى الحواضن الفنية في المغرب، مؤكدا على أن هذا التكريم يعكس تقدير الجهة المنظمة للمجهودات التي بذلها طوال مسيرته الفنية.
كما كان للفن نصيب كبير في حفل الافتتاح، حيث أمتع الفنان الورزازي “لحسن خوختو” عشاقه بمجموعة من الأغاني التي أعادته إلى زمن الفن الجميل. قدم لحسن خوختو عرضًا موسيقيا رائعا، جسد فيه روح الأغاني الكلاسيكية الشرقية والمغربية، حيث تفاعل معه الجمهور بشكل كبير. بأدائه الفريد وصوته المميز، نقل الفنان الحاضرين إلى ذكريات الماضي الجميل، حيث كانت أغانيه تُسمع في كل ركن وزاوية. وقد أضاف هذا العرض طابعا خاصا للمهرجان، وجعل الحضور يعيشون تجربة فنية متنوعة بين المسرح والموسيقى. وقد تم تقديم أعضاء اللجنة بحضور كبير من الفنانين والجمهور، حيث تم التعريف بهم وبمسيرتهم الفنية الثرية. وتضم اللجنة هذا العام مجموعة من الأساتذة والمبدعين المغاربة والدوليين الذين لهم تأثير كبير في المشهد المسرحي العربي والدولي. كما تم التأكيد على أن اللجنة ستعتمد معايير دقيقة وعادلة لتقييم العروض، بما يضمن إبراز أفضل الأعمال المسرحية التي تعكس تنوع الإبداع وتساهم في الارتقاء بالحركة المسرحية بالمغرب عامة و ورزازات على وجه الخصوص.
من أبرز ملامح مهرجان أمناي لهذا العام هو فوز جمعية فوانيس ورزازات بالجائزة الأولى في مسابقة المسرح العربي عن مسرحيتها “تكنزا قصة تودة” التي عُرضت في العراق. هذا الفوز يُعتبر إنجازا كبيرا ويُعزز من مكانة ورزازات كمنطقة تحتضن الإبداع الفني والمسرحي. تعكس الجمعية من خلال أعمالها التزامًا كبيرًا بتطوير المسرح المحلي، كما تفتح الأبواب أمام الفنانين الشباب لإبراز مواهبهم في مجال المسرح.
وستستمر فعاليات المهرجان في هذه الدورة على مدار أربعة أيام، ويشمل برنامج المهرجان مجموعة من العروض المسرحية المحلية والدولية، بالإضافة إلى ورشات عمل وندوات تهدف إلى تعزيز الفهم الفني وتبادل الخبرات بين الفنانين والمبدعين. ويشارك في هذه الدورة عدد من الفرق المسرحية التي تعرض أعمالا متنوعة تتراوح بين المسرحيات الكوميدية والتراجيدية والعروض التي تستكشف قضايا اجتماعية وثقافية هامة.
تجدر الإشارة الى أن مهرجان أمناي يعد منصة هامة للفنانين والمسرحيين من مختلف أنحاء المغرب والعالم العربي والغربي، حيث يسهم في رفع الوعي الثقافي في المنطقة ويعزز من التبادل الفني والثقافي. كما يُعتبر المهرجان فرصة كبيرة للمجتمع المحلي للاطلاع على أحدث التجارب المسرحية والتفاعل مع الفنانين المحترفين.
إن مهرجان أمناي للمسرح في دورته الـ 14 هو احتفالية فنية بامتياز تسلط الضوء على تطور المسرح في ورزازات والمغرب بشكل عام. هو وسيلة للاحتفاء بالمواهب المسرحية وتقدير جهود الفنانين المحليين الوطنيين والدوليين. مع فوز جمعية فوانيس ورزازات بالجائزة الأولى في العراق، أثبت المهرجان أنه ليس مجرد حدث فني بل هو رمز لنجاح وتفوق المسرح المغربي على المستوى العربي.