انطلاق الدورة التكوينية الأولى لفائدة الوعاظ والواعظات بجهة درعة تافيلالت

في إطار التكوين المستمر للقيمين الدينيين وتنزيلا لمشروع تسديد التبليغ من أجل الحياة الطيبة نظم المجلس العلمي الجهوي درعة تافيلالت بتنسيق مع المديرية الجهوية للشؤون الإسلامية والمجلس العلمي المحلي لورزازات والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية لورزازات ،دورة تكوينية في موضوع ” دور الواعظ والواعظة في تسديد التبليغ من أجل الحياة الطيبة”بفندق جوهرة الجنوب بمدينة ورزازات، يوم الأحد 8 دجنبر 2024، وذلك رغبة في تعزيز الأداء الدعوي وتحقيق الأثر الإيجابي في المجتمع.

تميزت الدورة بحضور عدد من الشخصيات الدينية والعلمية، حيث افتتح اللقاء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها كلمات ترحيبية ألقتها الجهات المنظمة، والتي أشادت بأهمية هذه المبادرة التي تهدف إلى تحسين أداء الوعاظ والواعظات في مناطق الجنوب الشرقي. وأبرز المتدخلون خلال كلماتهم الدور المحوري الذي يلعبه الوعاظ في تعزيز القيم الدينية والصحية لدى مختلف فئات المجتمع، مشيرين إلى ضرورة مواكبة التحديات المعاصرة من خلال خطاب دعوي متجدد يعكس روح العصر ومتطلباته.

تناول البرنامج العلمي عدة محاور أساسية تهدف إلى تحسين أداء الوعاظ والواعظات، حيث شملت الدورة مواضيع متنوعة ومتعمقة، من أبرزها:

  • تعريف مفهوم التبليغ وأبعاده: حيث تم شرح الدور الذي يقوم به الوعاظ في نقل الرسالة الدينية بطرق مبسطة وفعالة.
  • ضوابط التبليغ الناجح: تركزت على أهم الأساليب والطرق التي تساهم في توصيل الرسالة الدينية بشكل مؤثر وملائم للمستمعين.
  • أهمية التخطيط في العمل الدعوي: التأكيد على ضرورة وجود استراتيجيات مدروسة لنجاح الخطاب الدعوي.
  • التحسين المستمر للمهارات التواصلية: حيث تم التطرق إلى الأساليب التي تعزز فعالية الخطاب الدعوي وتضمن تواصلاً فعالا مع مختلف الفئات.

وقد تولى تقديم هذه المحاور مجموعة من العلماء والخبراء الذين جمعوا بين التأصيل الشرعي والتطبيق العملي، مما أضاف قيمة علمية وتجربة عملية للمشاركين.

واستكمالا للبرنامج العام للدورة، تم تنظيم ورشات عمل تفاعلية، حيث تم تقسيم المشاركين إلى  ثلاث مجموعات تناولت مواضيع تركزت حول ربط الخطاب الديني بقضايا الحياة الطيبة والصحة العامة. وقد أسفرت هذه الورشات عن توصيات عملية، أبرزها:

  • ضرورة التركيز على احتياجات المجتمع المحلية وتكييف الخطاب الدعوي وفقً لها.
  • أهمية التواصل الفعال مع مختلف الفئات، بما في ذلك الشباب والنساء والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • التركيز على الجوانب القيمية والأخلاقية في الخطاب الديني بما يتماشى و التحديات المعاصرة.

كما تم التأكيد على أهمية دور الواعظ والواعظة في معالجة القضايا الاجتماعية والإنسانية المستجدة بأسلوب ديني حكيم يراعي تطورات المجتمع.

وفي ختام الدورة، تم تقديم تقرير مفصل حول نتائج ورشات العمل وتوصيات المشاركين، مع التأكيد على ضرورة تكثيف جهود التدريب والتأهيل المستمر للوعاظ والواعظات بما يساهم في تحسين الخطاب الدعوي ويعزز تأثيره في المجتمع. كما دعا الحاضرون إلى ضرورة تعزيز التعاون بين مختلف الهيئات العلمية والدينية لتطوير أدوات العمل الدعوي وتوظيفها في خدمة قضايا المجتمع.

وقد اختتم اللقاء بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ثم تم توزيع الشهادات والتوصيات على المشاركين. ليلتئم الجمع مرة ثانية على موائد حفل غذاء أقيم بهذه المناسبة ليغادر الحاضرون المكان بعد يوم حافل بالمداخلات العلمية والنقاشات المثمرة التي من شأنها أن تساهم في تطوير العمل الدعوي في المنطقة وتحقيق أهدافه الاجتماعية والدينية.

تعد هذه الدورة التكوينية خطوة مهمة نحو تطوير الخطاب الدعوي بجهة درعة تافيلالت، وتؤكد على أهمية دور الوعاظ والواعظات في توجيه المجتمع نحو حياة طيبة قائمة على القيم الدينية والتعاون الاجتماعي. كما أنها تمثل نموذجا للتعاون المثمر بين مختلف المؤسسات الدينية والعلمية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى