“تنمية مستدامة للمناطق الواحية والجبلية: تثمين الرأسمال اللامادي وتجارب محلية ودولية متقاطعة”

تنفيذا للتعليمات الملكية السامية حول المخطط الوطني للماء والذي يهدف الى ضمان الامن المائي وتأمين الموارد المائية الضرورية من حيث الكم والجودة في إطار برنامجه السنوي ورغبة منه في تعزيز التعاون مع الدول والمنظمات الدولية للاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة في مجال إدارة الموارد المائية. وكذا الاستفادة من البحوث العلمية المتعلقة بالمياه وتطوير تقنيات جديدة لتحلية المياه وإعادة استخدامها. نظم المركز الدولي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية في الحكامة المجالية والتنمية المستدامة بالواحات والمناطق الجبلية، النسخة السادسة من المؤتمر الدولي حول موضوع: أي نموذج تنموي مستدام للمنظومات الواحية والجبلية وتثمين الرأسمال اللامادي؟ مقاربات وتجارب متقاطعة حول إشكاليات : الإجهاد المائي والسيادة الغذائية، الفلاحة التضامنية والتشغيل، الرأسمال اللامادي والتراث المعماري، الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، السياحة الواحية والجاذبية الترابية، التكيف مع التغير المناخي وتدبير الموارد بمحميات المحيط الحيوي، الاستثمار في اقتصاد الهجرة والطاقات المتجددة  بقصر المؤتمرات بورزازات وعلى مدى يومين ، تحت شعار ” الأمن المائي والسيادة الغذائية وتثمين الرأسمال الثقافي اللامادي بإفريقيا، رهانات استراتيجية للتنمية الذكية بالواحات والمناطق الجبلية” بشراكة  مع الكلية متعددة التخصـصات بورزازات والكلية متعددة التخصـصات بالرشيدية، والمجلس الإقليمي لورزازات، الغرفة الفلاحية لجهة درعة تافيلالت، البرنامج الوطني للتثمين المستدام للقصور والقصبات بوزارة إعداد القراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون، وكالة الحوض المائي لزيز غريس كير بالرشيدية، المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة “قطاع الثقافة” بورزازات، والمديرية الإقليمية لوزارة السياحة بورزازات، المعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية الفندقية والسياحية بورزازات، وقد شارك في أشغال هذا المؤتمر عدد  مهم من أســـاتذة جامعيين و باحثين مغاربة وأجانب من دول اسبانيا ، البرتغال ،تونس ،، موريتانيا ،السينغال ، فرنسا ، ايطاليا ، بالإضافة الى متخصصين في المنظومات الواحية والجبلية والتراث الثقافي اللامادي، والسياحة البيئية، والهندسة المعمارية، والأمن المائي والسيادة الغذائية، وتدبير المنظومات الايكولوجية، والفلاحة التضامنية وتدبير الموارد المائية والمعارف المحلية التقليدية والتنمية المستدامة والذكاء الترابي، وبعض رؤساء المصالح الخارجية بورزازات، وبعض فعاليات المجتمع المدني، إضافة إلى منابر إعلامية محلية ووطنية. وبحضور كل من السادة: عامل إقليم ورزازات السيد عبد جاحظ- السيد الكاتب العام لعمالة إقليم ورزازات. – نائب رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة إقليم ورزازات. – السيد باشا مدينة ورزازات. – النائب الأول لرئيس مجلس جهة درعة تافيلالت. – ممثلة المجلس الاقليمي لورزازات- النائب البرلماني ورئيس الجماعة الترابية لترميكت. – نائب رئيس الجماعة الترابية لورزازات. – المدير الاقليمي لوزارة الثقافة لورزازات. – مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازت. – عميد الكلية المتعددة التخصصات بورزازات. – مدير المعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية والفندقية والسياحية بورزازات. – رئيس الغرفة الفلاحية لجهة درعة تافيلالت.

افتتح برنامج هذا المؤتمر بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، النشيد الوطني، تلته الكلمات التالية:

– كلمة السيد عامل إقليم ورزازات رحب من خلالها بالحضور،  معبرا على أن هذا اللقاء الدولي جاء لتعزيز الترافع من أجل الحفاظ على الواحات وتثمين الرأسمال اللامادي و تبادل التجارب لمختلف الأبحاث والإستراتيجيات التي تخص الإجهاد المائي والسيادة الغذائية، الفلاحة التضامنية والتشغيل، الرأسمال اللامادي والتراث المعماري، الإقتصاد الإجتماعي والتضامني، السياحة الواحية والجاذبية الترابية، التغير المناخي وتدبير الموارد بمحميات المحيط الحيوي، الإستثمار في اقتصاد الهجرة والطاقات المتجددة، عبر جميع بلدان العالم، داعيا مختلف المتدخلين إلى ضرورة العمل عل  تطوير نموذج تنموي رصين من أجل تنمية مستدامة للمنظومات الواحية والجبلية وتثمين الرأسمال اللامادي، وتمديد جسر التواصل لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين الشركاء المعنيين، وتقوية الشبكات الوطنية والدولية والمساهمة في صياغة خطط عمل تشاركية ومن تم العمل على تفعيلها، تماشيا مع الاهتمام الخاص الذي تحضى به الواحات من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

–  كلمة مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازت :

أكد على أن الواحات هي جزء من الثروات الطبيعية للمغرب، وتلعب دورا مهما في المنظومة الاجتماعية والبيئة في المغرب، وتقف بمثابة حزام أخضر يمنع زحف الصحراء ويحمي المحيط البيئي، مشيرا إلى أن الواحة من الناحية البيئية تعتبر تحديا للصمود، لكون التصحر أصبح يهددها مذكرا بضرورة تقوية العمل على مواجهة هذا الاشكال وهو ما يبرز وجود هذا المؤتمر والعمل بشكل تشاركي بين كل المكونات والانفتاح على كل الأقطاب الدولية والوطنية لتقاسم مختلف التجارب.

– كلمة مدير الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان : والذي أكد على أن سكان مناطق الواحات هم نموذج لتعايش مع النموذج الايكولوجية البيئية في ظل التغيرات المناخية التي تعرف بلادنا، مذكرا بمساهمة الوكالة في المنظومات الواحية واضطلاعها بدور المبارد والمنسق مع كل الجهات في تنفيذ الاستراتيجيات الخاصة في الحكامة المجالية والتنمية المستدامة بالواحات والمناطق الجبلية.

– كلمة عميد الكلية المتعددة التخصصات بورزازات : أبرز فيها النظم البيئية والثقافية والإقتصادية التي تعرفها الواحات وتساهم في صناعة تاريخ البشرية ومهد الحضارة، في ظل مجموعة من الاكراهات التي تعاني منها مناطق الواحات، خصوصا انهت تلعب دورا مهنا في المنظومة الاجتماعية والبيئة

وفي كلمة ممثلي مجلس جهة درعة تافيلالت، المجلس الإقليمي لورزازات، المجلس الجماعي لورزازات، ارتكزت في مضمونها على ضرورة الإحاطة بمختلف جوانب موضوع الكنوز البشرية الحية والتدبير المستدام للبيئة والموارد الثقافية السياحية لتطوير الذكاء الترابي لتنمية الواحات والمناطق الجبلية، اعتمادا على مقاربات مختلفة ومقارنة بين المناطق المغربية والأفريقية والاورومتوسطية، كما عبروا عن دعمهم لمثل هذه المبادرات، وكذا استعدادهم للانخراط في تفعيل التوصيات المنبثقة على أشغال هذا المؤتمر.

– كلمة ممثلة جامعة “COIMBRA” من البرتغال وعميد جامعة غرناطة بإسبانيا : استعرضا فيها مجموعة من البحوث والدراسات الإستراتيجية التي تعمل عليها الجامعتين في ظل التغيرات المناخية التي تعرفها مختلف مناطق أنحاء العالم، وكذا التحديات والتحولات الايكولوجية التي تستدعي البحث عن تدابير جديدة ومبتكرة لتحقيق الأمن المائي والبيئي وضمان السيادة الغذائية، مؤكدين أن هذا اللقاء هو فرصة لتبادل التجارب والمعارف والدراسات الإستراتيجية الجديدة التي تعنى بالمنظومة الواحية.

– كلمة ممثل الجامعة الإسلامية مينسوتا الأمريكية بالسينغال : استعرض فيها تاريخ العلاقات المغربية والافريقية، التي طال ما كان فيها المغرب صديقا وفيا حيث قام بنقل التراث والثقافة الإسلامية للدول الإفريقية، مشيدا بمواقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في ترسيخ التراث الثقافي والبيئي المشترك والتعاون الاجتماعي والاقتصادي التضامني، منوها بالأدوار التي تقوم بها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.

– كلمة رئيس المركز الدولي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية في الحكامة المجالية والتنمية المستدامة بالواحات والمناطق الجبلية : أكد فيها أن هذا المؤتمر جاء تماشيا مع النموذج التنموي الجديد، مضيفا أنها فرصة مواتية لبلورة رؤية متناسقة من شأنها صون المنظومات البيئية وتثمين البعد التاريخي والحضاري والثراء الثقافي والسياحي الذي تزخر به المجالات الواحية والجبلية، من تراث ورأسمال المادي ومؤهلات يمكن استثمارها في التنمية المستدامة، وتأهيل الرأسمال البشري بمختلف تجلياته لبلورة نماذج تنموية جديدة ومستدامة للحفاظ على هذه الواحات المصنفة كتراث عالمي للإنسانية بالجنوب الشرقي للملكة المغربية.

تجدر الإشارة الى ان ميز المؤتمر الدولي هو تقديم سبعة عشر عرضا أغنت النقاش حول مجموعة من النقاط الهامة، جاءت على الشكل التالي :

– العرض الأول : حول موضوع، الاستعراضات الاستراتيجية بشأن السيادة على المياه، من تقديم الأستاذ، مولاي ابراهيم صدرا، عن جامعة ابن طفيل بالقنيطرة.

– العرض الثاني : حول موضوع، حالة الموارد المائية في حوض درعة الهيدروليكي، من تقديم الأستاذ “يوسف بن حمو” المدير العام لحوض المائي لدرعة واد نون.

– العرض الثالث : حول موضوع، إدارة الموارد المائية على مستوى منطقة عمل زيز غريس، من تقديم الأستاذ ” مولاي أحمد السليماني” مدير وكالة الحوض المائي لزيز غريس.

– العرض الرابع : حول موضوع، الموارد الثقافية والتنمية الإقليمية، حالة هوامش المحيط الأطلسي و الأوراسي، من تقديم ” الأستاذ “حسن بنحليمة” عميد كلية سابقا بأكادير.

– العرض الخامس : حول موضوع، مبادرة الواحة المستدامة: للاعتراف والحفظ والتنمية المستدامة، من تقديم الاستاذ ” محمد بشري” عن جامعة العلوم القانونية والإقتصاد الإجتماعي بالرباط.

– العرض السادس: حول موضوع   استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواجهة التقلبات المناخية و الاقتصادية ، من تقديم الدكتور مدواني محمد عالم بيانات و تقنيات الذكاء الاصطناعي بعدة جامعات بالولايات المتحدة الأمريكية .

– العرض السابع : حول موضوع من أجل نقلة نوعية في إدارة المياه في مناطق الواحات، الواحة كعنصر من عناصر التعبير الاجتماعي والترابي من منظور تاريخي: دراسة حالة في الجنوب الشرقي للمغرب، من تقديم الاستاذ مصطفى فوزي (ممثل الوكالة الوطنية لتنمية  مناطق الواحات و شجر الأركان )

–  العرض الثامن : حول موضوع تحليل مدى تعرض واحات تافيلالت لتغير المناخ وتدابير التكيف، من تقديم  الدكتور محمد اليعقوبي خبيزة (ممثل جامعة القاضي عياض، مراكش)

– العرض التاسع : حول موضوع، تطوير إنتاج التمور ومشتقات النخيل على مستوى المديرية الجهوية للفلاحة درعة تافيلالت، من تقديم  الدكتور مصطفى عبد اللاوي (رئيس شعبة تنمية القطاع الفلاحي بوزارة الفلاحة)

–  العرض العاشر : حول موضوع علم الآثار، وأنظمة إمدادات المياه الأجداد وتغير المناخ في جنوب لوسيتانيا هو نموذج التنمية المستدامة للأنظمة البيئية للواحات والجبال وتثمين رأس المال اللامادي. من تقديم البروفيسور ماريا دا كونسيساو لوبيز، (ممثلة جامعة كويمبرا، البرتغال)

–  العرض الحادي عشر: حول موضوع، واحات المغرب العربي، مناطق التبادل والإمدادات والإقامة بين أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والأندلس. من تقديم الدكتور بلال سار، (ممثل جامعة غرناطة، إسبانيا)

– العرض الثاني عشر: حول موضوع دراسة استشرافية لتنشيط ما يسمى بالواحات التقليدية الأصيلة بالجنوب الشرقي للمغرب. من تقديم الدكتور محمد داود (ممثل كلية شعيب الدكالي للآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة)

– العرض الثالث عشر : حول موضوع الوصول إلى المياه في السنغال أمثلة على مبادرات الأخويات الصوفية والجمعيات الإسلامية في التعليم و التنقيب عن الماء في المنطق الصحراوية، من تقديم الاستاذ “دجيم درامي”، (ممثل جامعة الشيخ أنتا ديوب في داكار، السنغال)

– العرض الرابع عشر: حول موضوع دراسة الأساليب القديمة في جمع المياه وتخزينها في البيئات الكارستية: صهاريج الغارف الرومانية في سياق غرب البحر الأبيض المتوسط، من تقديم الدكتور “بيرنارديس جواو بيدرو” (ممثل جامعة الغارف، البرتغال)

–  العرض الخامس عشر: حول موضوع دراسة في علاقة السياحة والتجارة الإلكترونية، ودورها كمحرك لتنمية واحات جنوب المغرب، الدعوة لسياحة التضامن والتجارة العادلة، من تقديم الدكتور عبد اللطيف أرتيب (ممثل المدرسة العليا للتجارة والتسيير OMNES باريس، فرنسا)

– العرض السادس عشر: حول موضوع تطور ممارسات الهجرة والفرص والتحديات في واحات جنوب شرق المغرب من تقديم الدكتور محمد آيت خندوش، (ممثل مكتب الدراسات الاجتماعية، أنجيه، فرنسا)

–  العرض السابع عشر: حول موضوع شتات الواحات والمناطق المعزولة التي تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية وبيئية، من تقديم الدكتور عبد الحق زغراري، (ممثل شبكة الأمم المتحدة للهجرة، باريس).

وتثمينا لثقافة الاعتراف فقد كرمت الجهات المنظمة للمؤتمر مجموعة من الفعاليات الثقافية والعلمية والجمعوية ، التي ساهمت بشكل كبير في أنجاح هذه النسخة : – السيدة لالة مليكة العلوي البلغيتي: فاعلة جمعوية. – الدكتور حسن بنحليمة، عميد كلية سابقا بأكادير. – السيدة أمينة رضوان، باحثة في العلوم القانونية ورئيسة مجلة ” الرائدة في العلوم القانونية”. – السيد محمد ختوش، مدير المعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية والفندقية والسياحية بورزازات. – السيد حسن شباكي، أستاذ التعليم الاولي، فاعل جمعوي.

لتختتم فعاليات المؤتمر بتسجيل عدد مهم من التوصيات ستساهم لا محالة في تحقيق الأمن المائي وضمان توفر المياه بشكل مستدام للأجيال الحالية والمستقبلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى