عبد الله تولسي او “علا الفنان” صوت الجنوب الرنان
منذ حوالي أربعة عقود يحضر” الفنان علا ” ذلك النبوغ الموسيقي الشعبي الامازيغي برمزية خاصة في ذاكرة الجنوب الفنية، لِما كان له من وقع معبر في جميع الحفلات الشعبية والاعراس بالإضافة الى المهرجانات والتي يحق القول أنها كانت بلمسة فنية غير مسبوقة بشهادة موسيقيين كبار عربا وأمازيغ كالفنان “إكوت عبد الهادي” والفنان “الشامخ” وغيرهم كثير . والواقع أنه عند التأمل فيما قدمه الفنان “علا” من أعمال موسيقية متميزة، يتبين أنه لم ينل حظه من شهرة ونجومية والتفاتة خلافاً لما طبع أسماء عديدة ، لدرجة أن أعماله هي أكثر شهرة منه ، تلك التي ملأت بصدى كبير رحاب قصبة توريرت وساحة الموحدين ، بل لا تزال شامخة حتى الآن شموخ القصبة و منتصبة عبر الزمن لتفرد طبعها وحس لحنها ونغمها الجميل .
لقد كان الفنان علا و لا يزال بمكانة ورمزية وبصمة قوية في “ريبرتوار” الأغنية الشعبية والأمازيغية بورزازات رغم ما يعاب عليه من كونه يؤدي أغاني لكبار الفنانين الأمازيغ إلا أن ما يشفع له كونه لم يتلق المعرفة العلمية و لا التكوين بقواعد العمل الأكاديمي الموسيقي ، واكتساب ما ينبغي من مهارات وخبرات عبر ولوج المعاهد الموسيقية كما لم يحض باهتمام شعراء وكتاب الكلمة ، بل عشقه وولعه الكبيران للعزف والغناء من بصما تجربته الفنية وجعلاه يتبوأ مكانة أثيرة في قلوب عشاقه محليا ،جهويا ووطنيا.
يعد الفنان علا رائدا من رواد الأغنية الشعبية و الامازيغية بورزازات يعرفه القاصي والداني والصغير قبل الكبير ، ومع ذلك لا يزال لم ينل حظه شأنه شأن باقي فناني جهة درعة تافيلالت ، لما خلفه من لحن تراثي شامخ وتحف ابداعية تعكس عبقرية فنان. لسنا بصدد ترجمة مسيرة لمبدع موسيقي جنوبي قدم الكثير لكن طاله النسيان ، حتى نعرج على بداياته وتنشئته وبيئته وما كان وراء تميزه وابداعه، بقدر ما نروم ما ينبغي من عبرة والتفاتة لعلم كبير من أعلام الأغنية الشعبية والامازيغية يستحق أن يظل في الذاكرة . إنه “الفنان علا” الذي أبدع ألحان متفردة أطربت وتغنت بها أجيال ولا تزال، لخفة رنتها الموسيقية وروعة جملها فضلاً عن تعبير وبلاغة بنائها وشدة تأثير نغمها.
لقد كان “الفنان علا،” مبدعا موسيقيا حقيقيا له من الأداء الفني لم يمكنه من الوصول الى النجومية بسبب ظروفه المادية و ما طاله من تهميش من قبل الاعلام الرسمي.
ووعياً باعتبار “الفنان علا” كبصمة فنية موسيقية بجهة درعة تافيلالت ، يبقى أفضل تكريم له هو احتضان تجربته الفنية من خلال إنشاء ‘قناة لليوتيب” تساعده ماديا ومعنويا ، الفنان علا سيعود الى جمهوره الكبير بأسلوب جديد وإطلالة جديدة من خلال الانفتاح على قاعدة جماهيرية كبرى بالعالم الازرق ،تثميناً لأعماله ووعياً بما ينبغي أن ينال من التفاتة لما أسهم به وما أضافه من تحف رفيعة المستوى للأغنية الشعبية والامازيغية، وتسويق ما هو تراث رمزي وذاكرة رافعة لتنمية ورزازات خاصة وجهة درعة تافيلالت عامة. ولما تقاسمته الأجيال ولا تزال من مقاطع موسيقية متميزة و روعة لحنها وأدائها المتميز،
فهل بعد كل ما قيل من التفاتة أو إشارة الى هذا الهرم الفني الموسيقي ؟؟؟؟
،