ورزازات-الجيش الأبيض يتصدى لكورونا

يشبهون خلية نمل او مملكة نحل، ليلهم كنهارهم ، وأول الأسبوع كآخره ،لا يملون ولا يكلون  يعملون بجد واجتهاد يسابقون الزمن العاتي  وكأنهم في معركة حامية الوطيس ، لا شيء يثنيهم  عن مرادهم  النفيس وهو التصدي لفيروس كورونا  المستجد “كوفيد 19″ والقضاء عليه . معركة استنزفت الكثير من الأرواح والطاقات والجهود كما أنهكت الطواقم الصحية و التمريضية، بل تسبب بوفاة الكثيرين منهم عبر العالم ،يلقبون ب”الجيش الابيض.” في ظل تفشي وباء كورونا، نظرا للدور الذي يلعبه الأطباء والممرضون في قطاع الصحة والتمريض في كل مكان في العالم.

         منذ تسجيل المغرب أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا نهاية شهر فبراير الماضي، سارعت الحكومة المغربية  بالقيادة الرشيدة لصاحب الجلالة  الملك محمد السادس نصره الله وايده ،الى سن مجموعة من التدابير الاستباقية  نالت اعجاب العديد من الدول كما اسالت مداد العديد من وسائل الاعلام المرئية ،المسموعة، المكتوبة والالكترونية .وقد نجحت الى حد كبير في التخفيف من وطأة الوباء وجنبت المغرب والمغاربة  خطره .و قد  خلف ظهور طواقم صحية وتمريضية في فيديوهات  وصور على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يبعثون برسائل أمل من المستشفيات أثرًا بليغا في نفوس المغاربة، حيث تعهدوا بالتصدي للمرض رغم قساوة ظروف العمل، كما طالبوا السكان بالنظافة و الالتزام بالحجر الصحي،

 

    الصور  ليست لمسافرين بمحطة طرقية استوقفهم التعب بعد ما اسدل الليل عليهم ستاره، أو لركاب غالبهم النعاس ففوت عليهم قطار منتصف الليل ..   انها صور حية لأفراد من “الجيش الابيض” لم تجد بدا من الاستسلام لغفوة قصيرة لكنها كانت كافية لأجساد منهكة بعد ان أدت واجبها الانساني والمهني وجعلت من نفسها قربانا لكل المرضى. اذ إنّ الإرهاق يشكل خطرًا مهنيًا في التمريض فمن الصعب جدا أن تعطي الكثير من الاهتمام لأشخاص آخرين، في حين أنك نفسكَ تشعر بأنك استنزفت.

   

،    فعلى عاتق هؤلاء يقع الاهتمام بضحايا الوباء ، يتقاسمون معهم  ثقل ساعات انتظار الفرج الاكثر طلبا في العالم اجمع منذ سنين طوال. في واجهة الحرب على كورونا طواقم طبية وتمريضية يجهدها حجم الكارثة الانسانية ونقص التجهيزات وتتكبد عناء المخاطرة  برعاية  المصابين بوباء ليس اسهل من نقل  عدواه بين البشر.

       الحياة الاجتماعية  بالنسبة اليهم معلقة  اذ منهم من لم ير أسرته منذ مدة  خشية  أن ينقل إليهم العدوى، بل ان احدهم قد اكترى شقة اخرى  وترك الاولى لوالده ليعيش كلا منهما منعزلا على الرغم من ان جدار اسمنت يفصل بينهما الا  أن الصلة بينهما لم ولن تنقطع ابدا. بذلك  فهم الاكثر ادراكا لخطر الفيروس والاكثر تخوفا من مخالفة المخالفين لتعليمات الحجر الصحي .في زمن كرونا يخوضون حربا ليست كالحروب ، الانتصار فيها ضرورة حتمية ولا مجال فيها لباقي الفرضيات. فهل عرف الناس الآن لمن ترفع القبعة؟؟؟؟ ..

        واذا كان المرضى في حاجة للرعاية الصحية ماسة لتجنب خطر الموت بجائحة كورونا فانه قد أصبح اليوم  اكثر الحاحا من أي وقت مضى .وحتى يتسنى ذلك لابد من  تقديم الدعم  المادي واللوجيستي وتقديم المساعدة النفسية لدعم الطواقم الطبية والتمريضية  الرازحة تحت الضغط. .و نظرا لهذا للدور الريادي الذي تلعبه طواقم التمريض والأطباء حيث يؤدون دورًا جوهريًا في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، كما يساهمون  في بلوغ أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة، وتماشيا مع استراتيجياتها السنوية ،واعترافا بالخدمات الجليلة التي تقدمها هذه الطواقم  في معركة كرورونا ، بعدما  اتخذت الصفوف الامامية لمواجهة  الفيروس ، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للصحة الذي يصادف السابع من ابريل من كل سنة :عام 2020 عامًا لطاقم التمريض واتخذته شعارا لهذه السنة.

      ولأننا  في صدى اف ام و منذ ظهور اول حالة اصابة بالفيروس بورزازات، قد واكبنا عملهم عن قرب، جاء هذا التقرير للتنويه بعمل الجيش الابيض من طواقم طبية وتمريضية ، وبهذه المناسبة لا يفوتنا ان ننوه ايضا بما قامت به المندوبية الاقليمية لوزارة  الصحة بورزازات وندعوها لبدل  المزيد من الجهود خاصة على مستوى التواصل  لطمأنة الراي العام المحلي درء لتفشي الاشاعة مع ظهور بؤر للفيروس. كما وجب التنويه والاشادة بالعمل الاستباقي والجبار الذي قامت ولاتزال تقوم به السلطات المحلية بورزازات وعلى راسها عامل الاقليم السيد عبد الرزاق المنصوري.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى