الأكياس البلاستيكية..شبح يحوم في السر والعلن .. “ورزازات نموذجا”
تعد الأكياس البلاستيكية من أخطر المشاكل التي تهدد كوكبنا من كافة الجوانب فهي بمثابة شرارة تطلق العنان لتلوث التربة، الماء وكذلك الهواء، لذلك تسابقت عدة دول لمنع صناعة وتداول هذه الأكياس. وحينما أتى الدور على بلدنا المغرب تعرض هذا القرار لعدة انتقادات من التجار والمواطنين، فهل ياترى يدري هؤلاء مدى خطورة الأكياس البلاستيكية على حياتهم؟ وفي حالة اقتناعهم بذلك، ماهي البدائل اللازم توفرها لتعويض هذه الأكياس؟ وما الشروط التي يجب أن تحترمها هذه البدائل؟
. في الآونة الأخيرة أصبحنا نرى بعض المشاهد التي تحز في النفس وتهدد صحة الإنسان والحيوان، حيث تتكدس النفايات البلاستيكية بشكل مهول في شوارع وأحياء مدينتنا، إذ بالرغم من الجهود الجبارة المبذولة من طرف عمال النظافة، تبقى غير كافية “فيد واحدة لا تصفق”، فلا بد من تظافر جهود المواطنين لتجاوز هذه الظاهرة.
سعيا إلى تحقيق هدف التنمية المستدامة الحامل لشعار “الصحة الجيدة والرفاه ” يجدر بنا الوعي بمخاطر وأضرار الأكياس البلاستيكية المكونة من ذرات الكربون والهيدروجين وكذلك مادة الديوكسين التي صنفت من المواد المسببة لسرطاني الرحم والثدي. أما فيما يخص الأمن الغذائي فان هذه الأكياس تفرز مواد اقل ما يقال عنها انها خطرة عند حفظ المأكولات الساخنة بها، بالإضافة إلى هذا، فعند استعمال القنينات البلاستيكية من اجل تخزين المياه فان ذلك يؤدي الى دمج المياه ببعض المواد المفرزة منالقنينات .
كل هذا دفعنا إلى الاتجاه نحو الشارع بغية تعزيز آرائنا وكذلك جمع الأدلة والاقوال التي قد تكون مؤيدة او معارضة لقرار منع الأكياس البلاستيكية، فجمعنا اقوال نساء حينا اللواتي يعارضن هذا القرار، بقولهن أن هذه الأكياس تلعب دورا مهما خاصة في المطبخ المغربي من اجل لف اللحوم والخضر والحفاظ عليها.
بعد ذلك اتجهنا إلى اخذ آراء شباب عاطلين عن العمل، واتضح انهم يرون في قرار منع الأكياس البلاستيكية خيط أمل قد يمنحهم فرصة عمل وإعالة أسرهم، حيث أيدوا هذا القرار وبشدة، مبررين موقفهم بأنه أثر إيجابا على السوق من حيث اشتغال عدد كبير من اليد العاملة في تصنيع بدائل الأكياس البلاستيكية
لكي نصارح أنفسنا، لم تعد التوعية و التحسيس حلا كافيا للقضاء على ظاهرة الأكياس البلاستيكية، فهي ليست إلا كلاما أو حبرا على ورق كما يقال , اذ علينا القيام بحلول واقعية ملموسة , فعلى سبيل المثال: إنشاء تعاونيات لصناعة بدائل مناسبة للبلاستيك بمكونات صديقة للبيئة , كما يجب دعم هذه التعاونيات ماديا من طرف الدولة لتشجيع المواطنين على الانخراط بها , ومن هذه البدائل : السلال القصبية والأكياس الورقية وغيرها الكثير.
وكذلك يجب فرض عقوبات صارمة على منتجي الاكياس البلاستيكية ومتداوليها، وإعطاء فرص للمصانع لتجديدها من اجل صنع بدائل لهذه الأكياس. كما يجب التركيز على وعي المواطنين بمخاطر هذه المادة الخطيرة وذلك عن طريق بث وثائقيات تجسد واقعنا المر بسبب هذه النفايات لترسخ لديهم مدى خطورتها.
و لا ننسى أن نذكر أن من بين الصعوبات التي واجهتنا التخوف الشديد للناس من هذا الموضوع، فحين أردنا ان نناقشهم في هذا الموضوع قوبلنا بالرفض من اغلبهم , وفضلوا تغيير الموضوع لأنهم يرتأون ان هذا الموضوع قد يسبب لهم المتاعب .
النشاط من اعداد واخراج التلميذتين :فاطمة الزهراء حمادي وهاجر أيت حماد تحت اشراف : الاستاذة حنان العطري