عبد الصمد ..لاشيء يجعلنا اكثر صمتا من خيبة أمل ومع ذلك سنظل نزرع بذور الحياة

    

   من الصفات السيئة التي يتعامل بها الإنسان
في الحياة هي نكران الجميل  ، لذلك يجب
علينا الابتعاد عن هذه الصفة كليا لما لها من اضرار وخيمة على العلاقات الانسانية ..
الوجع مؤلم والصدمة أكبر ولكن لا تسمح  بأن يلوث داخلك
الجميل ويفقدك الثقة في الجميع ، ذلك ما تعرضت له مبادرة المنشطين التربويين وبعض الجمعيات الشريكة بحي تاوريرت..جيث عبثت أيادي آثمة بكل ما قمت به هذه الجمعيات ..
     ليس
هناك أصعب من نكران المعروف لإنسان لا يحسن سوى أن يكون وفياً، صادقاً، ليس له أن
يخدش اليد التي تمتد إليه، فيتصور أن الجميع يطابقونه في ذلك المبدأ، ويقاسمونه ما
يؤمن به في الحياة من الوفاء.. وتحمّل مسؤولية أن تبقى دائماً مقدراً ومخلصاً لمن
أسدى إليك معروف.. فنحن نبقى أوفياء.. لمن قدّم لنا الجميل في الحياة.. حتى إن
أساء، وحتى إن بدرت منه الأخطاء.. فنبقى دائماً مرتبطين به بمعاني المعروف لجميل
صنعه لنا في فترة من الفترات.. فكيف بمن يرمي جميع ذلك خلف ظهره.. وينكر المعروف؟.
     
ولماذا نبقى دائماً.. نقع في مصيدة الخذلان ممن نسدي لهم المعروف؟.. هل
لابد أن نعرف كيف نقيم الآخر حتى لا نقع ضحية خذلانه وإنكاره لمعروفنا؟، أم أن
المعروف لا يجب أن ينتظر مقابل لنسعد به؟.
 وهنا اتساءل ان كنتم قد اشركتم سكان الحي  في هذه العملية ام انها مبادرة من جانب واحد ؟؟؟ 
حيث  أن (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)، وأن الإنسان
عليه بعد أن يُصدم من نكران المعروف أن يقرر أن يتفرّس بالقدرة على تصنيف الأشخاص
ومن يستحق العطاء ومن لا يستحق، فالخذلان أمر موجع قد يفقد الإنسان الثقة بمن
حوله، ولذلك علينا دائماً أن نختار من نقدّم لهم في الحياة الجميل، ومن نقف موقف
المحايدة معهم، حتى لا نتألم، ثمن المعروف..
     ان تقديم المعروف لا
ينتظر ثمنا له، وأننا معرضون دائماً لأن نقابل من ينكر معروفنا في الحياة حتى إن
حرصنا على أن نختار من نقدّم له المعروف، ونستفيد من تجارب الخذلان التي عشناها،
فتقديم العطاء صفة حينما توجد في الإنسان فإنه لا يستطيع أبداً أن يتجاوزها أو
يغيرها أو يختار من يتعاطف معه ويقدم له المعروف؛ لأنه اعتاد على ذلك، ومن امثلة ذلك
ما يبرر تقديم الخير من قبل البعض حتى لأعدائهم طمعاً في تغييرهم للأفضل، كما أن
الأنقياء يبقون دائماً في دائرة العطاء.
     الإنسان حينما يقدّم معروفاً لأحد يفعل ذلك
لذاته، ولا ينتظر منه الجزاء، ولو أنكره فإن الخالق -سبحانه- لا ينكر شيئاً من ذلك
المعروف،  لذلك لابد من تعزيز قيمة بذل
المعروف في نفوس الناشئة من خلال التربية عبر برامج التطوع.
     إن من ينكر المعروف يكون
ذلك لأسباب عديدة، فربما تكون راجعة  إلى
التربية التي تلاقاها ، أو سمع وشاية كاذبة من ضعاف النفوس ، وهناك من لايحب أن
يعترف أن هناك من أسدى إليه معروفاً، فهناك شيء اسمه تكامل الأدوار، وهناك ما يسمى
بالتنافس غير المحمود، فيشعر البعض أنه لا يمكن أن يعترف بفضل أحد عليه وتلك هي
النظرة القارونية”، ان حماية الذات من نكران المعروف لا تأتي إلاّ من خلال
تقدير الذات نفسها ، فلن يستطيع أحد أن يهزمك إذا كنت من الداخل منتصرا، فناكر
المعروف لا يهم ما يقوله، فمن يقدم لا ينتظر شكر البعض أو اعترافهم بذلك الصنيع،
وتلك المشكلة التي يقع فيها الكثيرون حيث أن الآخرين هم من يتحكمون بما نشعر:
يشكروننا فنفرح، يغضبوننا فنحزن يجرحوننا فنتألم وذلك كله خطأ نقع فيه؛ لذا لا
نسمح لأحد أن يوجهنا.
     انا اعتقد
ان هناك اسباب اخرى خفية وراء ما تم الاقدام عليه امس وان اليد الآثمة التي عبثت
بجمالية الحي وضربت بعملكم المضني والشاق عرض الحائط ليست من اهل تاوريرت واتمنى
ان اكون صائبا في هذا الطرح اذ ان هناك جهة اخرى تعشق حد اللذة الاصطياد في الماء
العاكر ، وا نتم حينما أتيتم كافراد ذاتيين او كفاعلين جمعويين  لتنضفوا هذه القادورات تكونون بذلك قد حاولتم
زحزحتها من برجها العاجي وبالتالي اعتبرت ذلك مساسا بحقوقها المزعزمة ..
     اعتقد ايضا
ان هذا العمل الاجرامي لابد من تسجيل شكاية لدى وكيل الملك حتى يكون المجرمون عبرة
لكل من سولت له نفسه القيام بمثل هذه التصرفات التي لا تنم الا على حقد دفين لكل
ما هو جميل ..
    خلاصة القول أن المشكلة ليست فيمن جحد المعروف؛
اذ لا يمكن اعادة  تربية الآخرين، أو علاج
جميع المرضى ، بل لابد من التركيز على تطوير الذات في مواجهة هذه الأنماط في
الشخصية بشجاعة، فبدل أن نحمي أنفسنا وقد ننهزم، نشعر بالشفقة على من ينكر المعروف
حتى نصبح أقوياء وبنفسية مختلفة؛ لأن الرؤية هنا أبعد، فعلاج نكران المعروف يختلف
باختلاف علاقتنا بمن أنكر المعروف، ونحن دائماً بحاجة إلى الانتصار الذاتي، وتقدير
الذات ، الانتصار الى قيم الجماااال ،وتلك لا تأتي من عشوائية، بل لابد من العمل
على النفس بشكل مكثف؛ لأننا بقدر ما نتعب في الانتصار على ضعفنا من الداخل كلما
استطعنا أن نحرز نجاحاً مع من ينكر المعروف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى